صيانة الطرق السريعة- تحديات الجودة، حلول مستدامة وتقييم للعام الدراسي.

لا تستطيع ذاكرتي استحضار رحلة برية قمت بها إلى المنطقة الشرقية، عبر الطريق السريع الذي يربط الرياض بالدمام، دون أن تصادفني أعمال صيانة لا تنتهي على جانبيه. وعلى الرغم من ذلك، يظل الطريق غير مثالي لمستخدميه، مما يثير تساؤلاً ملحاً حول معايير الرصف: لماذا لا يتم اعتماد مواصفات أكثر جودة واستدامة تدوم لفترة أطول؟!

عادةً ما تكون الإجابة الشائعة لهذا السؤال هي أن الظروف الجوية القاسية تلعب دوراً محورياً في تدهور الطرق، سواء كنا نتحدث عن الطرق البرية السريعة أو الشوارع الرئيسية داخل المدن. لكن الأمر المُلفت للنظر هو أن دول الخليج الأخرى تشاركنا نفس الظروف المناخية الصعبة، ومع ذلك، نجد أن معظم طرقها البرية والرئيسية تتميز بجودة أعلى، ومتانة أكبر، وتحتاج إلى صيانة أقل بكثير!

آمل بشدة أن يتم الاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية الرائدة في مجال رصف الطرق، وأن يتم الاستعانة بإمكانات شركة «أرامكو» الهائلة في تطوير مواصفات المواد المستخدمة في رصف طرقنا، بالإضافة إلى دراسة وتقييم المواد التي تستخدمها بعض الدول المجاورة التي تتفوق علينا في هذا المجال. فالصيانة الدورية والمستمرة للطرق تُعد مكلفة للغاية وتستنزف الموارد، فضلاً عن أنها تعطل حركة المرور وتتسبب في ازدحام وإرباك انسيابية الحركة بشكل ملحوظ!

*

انتهى العام الدراسي بكل ما فيه، وتسلم أغلب الطلاب والطالبات شهادات تفوقهم ونجاحهم المستحق. يحق لهم الآن الاستمتاع بإجازتهم الصيفية الطويلة ونيل الراحة والاستجمام الذي يستحقونه عن جدارة بعد عام دراسي حافل بالجهد والمثابرة. ولكن، يجب علينا توجيه كلمة شكر وتقدير واجبة لجميع الكوادر التعليمية المتميزة: من معلمين ومعلمات، وإداريين وإداريات، ومشرفين ومشرفات، على جهودهم الجبارة وتفانيهم في العناية بتعليم أبنائنا وبناتنا ورعايتهم طوال الأوقات التي قضوها داخل أسوار المدرسة. فهم بحق شركاء أساسيون للأسرة، ويتقاسمون معها المسؤولية والوقت الثمين تجاه الطلاب والطالبات، فهم مستقبل الأمة!

باختصار.. التعليم رسالة سامية ومهنة نبيلة ذات قيمة عظيمة، فشكراً جزيلاً من القلب لكل من حمل لواءها وساهم في نشر العلم والمعرفة!